Sunday 22 December 2013

جومارو..أصبح جاهزاً !

جومارو...أصبح جاهزاً !

لم يعد الأمر خيالاً علميا في إحدى أفلام هوليوود أو في إحدى روايات الخيال العلمي الياباني. ولم يعد الأمر ممتعاً. انه مرعب بلا شك. تخيل أن يصبح قرار إبقاء انسان ما على قيد الحياة أو اعدامه بيد جسمٍ اّلي أصم لا يحتوي ذرة من أي وعي أو أي ندم، ولا يراك إلا على شكل إشارات رقميه قد لاتميز بين طفلٍ يحمل لعبة على شكل مسدس و جندي يقاتل، أو لا يفرق بين مُقعد على كرسي متحرك ورامية قذائف! لقد أصبح  الأمر مرعباً ويجب علينا الصراخ لعل احدهم استفاق من أحلام يقظته التي قد تنقلنا إلى كابوس مرعب. فحتى في أعتى الحروب ظلماً وقسوةً وبطشاً، وعندما يمتلئ قلب إحدى المقاتلين حقداً وثأراً، فإن الضحيه قد تأمل بأن تحيي دموع ما قبل الموت ذرة من أدمية قاتلها، و إن لم تفعل وقُتلت، فقد يندم قاتلها بعد حين، وإن لم يفعل فإنه قد يحاكم بما يستحق ليكون عبرةً لغيره. ولكن هذا كله لا قيمة له إذا كان القاتل في المعركة  روبوتا اّليا أصماَ يعمل وفق معادلات حسابية لا ترحم.

 فمؤخراً نشرت الوكالة الأمريكيه للمشاريع و البحوث الدفاعيه العسكريه المتقدمة (DARPA) صوراً لرجالٍ اّليين تمت صناعتهم لأهدافٍ عسكريه. ولا أدري من أي حضارة انسانيه خرجت هذه الأفكار، و إلى أي مستقبل أسود تسيّرنا. وفي حرب العراق تم إستخدام (أو قل تجربة) اّليات شبه أوتوماتيكيه في ساحات المعركة. وقد أدى خلل  ما في خوارزميات الآلة إلى إستهداف أشخاص خطأ. ووفقاً لتسريبات وكيليكس، فقد كان في العراق  ما يقرب 400 روبوت حربياً. وفي فلسطين المحتلة فإن الأبحاث التي يجريها الكيان الصهيوني في مجال "الميكاترونكس" و تحديدا الروبوتات المقاتلة و التي تجمع المعلومات تعتبر من الأكثر تقدما عالميا. و قد قيل ان بعضها استخدم في الاعتداء على قطاع غزة و في بعض النقاط الحدودية. وليس الأمر سرا من أسرار الحروب، فقد عرضت هذه الروبوتات في مؤتمرات علمية شاركت فيها الجامعات الاسرائيلية. و مؤخراً استحوذت شركة جوجل على قُرابة الثماني شركات الرائدة في مجال الروبوتات و من ضمنها شركة "بوستن داينامكس" التي تتعهد مشاريع الأجهزة الاّلية العسكرية للحكومة الأمريكية. وترفض جوجل الافصاح عما يدور في مختبراتها.

صورة من أرشيف (DARPA) لاحدى الرجال الاّلية المهيأة للاستخدام في الحرب

اذن بلا شك أن سباق التسليح الروبوتي قد بدأ منذ زمن، وبلا شك أن استخدام الروبوتات الحربية الهجومية اللاأخلاقي قد بدأ أيضا منذ زمن، و لعل استخدام الطائرات من دون طيار في قصف قرى في أفغانستان هي احدى الأمثلة الصارخة في وجه من قد يتهمنا بالمبالغة أو أننا من أصحاب نظرية المؤامرة. و عوضا من أن تُساق الأبحاث الروبوتية و الأموال الى انتاج أجهزة اّلية طبية لغايات انسانية تساعد ذوي الاعاقة على النهوض و الحركة –مثلا- فانها تستخدم لانتاج اعاقات جديدة من قبل الابحاث و الحروب التي تقودها معظم الدول و القوى العظمى. و بغض النظر عن الطرق التي يجب على الدول اتخاذها للحد من هذه الظاهرة تبقى الدول العربية – للأسف-  مُغيبة أو مُنوّمة عن هذه التطورات وتبقى كبرى انتاجاتنا العربية فخرا هي في نسج أكبر علم قماشي و في إعداد أكبر حبة فلافل في العالم!

خ.ع.ع

No comments:

Post a Comment