Wednesday 27 March 2013

القمر ... غشاش!؟


القمر ... غشاش!؟ 

هل سبق لك ان جلست في ليل طويل تناظر القمر، تشكي له همومك، تشاركه افكارك، تسر له اسرارك، تسأله ربما ما الذي يجب عليك فعله، تطلب منه ان يمسح دموعك، تحاول رسمه او شيئا من هذا القيبل، إن سبق لك و ان قمت بشيء كهذا ربما بعد ان تقرأ مقالي ستعيد التفكير.

القمر . كبداية فهو جماد لا يسمع و لا يرى و لا يحس كذلك، فيمَ كنت تفكر و انت تكلم ما لا يسمع و لا يعقل و لا يغني عنك شيئا، كم كنت بسيطا في تفكيرك - قلت "بسيطا" ادبا ليس إلا- عندما جلست تكلمه.

ثمّ إن فكرت بشاعرية و قررت ان تنسى انه جماد و كل ما سبق، فكر به منطقيا، هو ليس إلا تابعا لتابع، لا شيء يدور حوله و هو لوضاعته لا يدور حول شيء رئيسي و إنما يدور حول تابع "الأرض" التي هي بدورها تدور حول مركز المجموعة "الشمس" اي انه لا يملك القدرة على المواجهة المباشرة لذا يتبع تابعا و لا يتبع رئيسا او مرجعا، فيما كنت تفكر و انت تكلمه، إنه صدقا يذكرني ب"تباكي".

و بعد، إنه سارق، كرة معتمه، تسرق من الضوء ما فاض عن حاجة الأرض و تعكسه في اي اتجاه حتى إذا حجبت الأرض الضوء عنه لم يبذل ادنا جهد للوصول للضوء مرة اخرى، سارق كسول، ألم تفكر في انه قد يسرق افكارك يوما ما، فيما كنت تفكر و انت تكلم سارقا عن اسرار.

و أكثر، لا حياة هناك، و لا امل فيها حتى، لا ماء لا هواء و لا حتى حماية من اي شيء قد يسقط من الفضاء يوما، يذكري ب"متلقي الصدمات اللي كان يجي بالحصن زمان" لا يدافع عن نفسه، فيم كنت تفكر و انت تكلم من لا يطالب بحقه لأجل حقوقك.

و أكثر، ليس فيه من الجمال شيء، جماد لا يحب الظهور في الضوء لكي لا يفضح وجهه المشوه، يستغل قربه إلنا ليضهر انه اكبر و اجمل ما يمكن ان يرى إلا انه اصغر و أبشع ما يمكن ان يرى، فيم كنت تفكر و انت تطلب من الشعوذ البشع الهدى.

و في طرف اخر، شمس تملأ الحياة نورا، فتضع انت الستائر لحجبه، تغمر الدنيا دفأ فتجهز مكيف هواء لقتله، مركز يدور الكل حوله و لم يفكر في حرمان احد من خيره ابدا فتنكر ذلك و تفتكر قمرا بدلا منه، كرة من خير تحرق نفسها فعلا لأجل الأخرين، فكر لو حرمت منها ما الذي سيحدث، كل هذا و كل من في الأرض ينسى الشمس و يتغنى بالقمر.

فكر فالصديق بجوهره، و القمر ليس إلا مظهرا خادعا.
 ح.أ

No comments:

Post a Comment